Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
كلام في الأدب الحياة تراكم التجارب

دبشليم

noureddine

السبب الذي من أجله وضع بيدبا الفيلسوف لدبشليم ملك الهند كتاب كليلة و دمنة

 

 

                                                      2

 

 

 

 

فلما أعيا الإسكندر أمره و لم يجد فرصة و لا حيلة ، أوقع ذو القرنين في عسكره صيحة عظيمة ارتجت لها الأرض و العساكر ، فالتفت فور عندما سمع الزعقة و ظنها مكيدة في عسكره :

 

 

عاجله ذو القرنين بضربة أمالته عن سرجه أتبعها بأخرى

 

 

فوقع فور إلى الأرض مهزوما .

 

 

...................................................................................

 

 

لما رأت الهنود ما نزل بهم و ما صار إليه ملكهم حملوا على الإسكندر فقاتلوه قتالا أحبوا معه الموت    هكذا استولى ذو القرنين على بلادهم ، و ملك عليهم رجلا من ثقاته .

 

 

ثم انصرف عن الهند و خلف ذلك الرجل عليهم و مضى متوجها نحو ما قصد له .

 

 

فلما بعد ذو القرنين عن الهند بجيوشه تغيرت الهنود عما كانوا عليه من طاعة الرجل الذي خلفه عليهم و قالوا :

 

 

"ليس يصلح للسياسة ،و لا ترضى الخاصة و العامة أن يملكوا عليهم رجلا ليس هو منهم و لا من أهل بيوتهم "

 

 

و اجتمعوا يملكون عليهم رجلا من أولاد ملوكهم .  فملكوا عليهم ملكا يقال له دبشليم  ، و خلعوا الرجل الذي كان  خلفه  عليهم الإسكندر .  فلما تمكن له الأمر، و  استقر له الملك ، طغى و بغى

 

 

و تجبر و تكبر ، و جعل يغزو من حوله من الملوك ، و كان مع ذلك مؤيدا و منصورا         فهابته الرعية .

 

 

و كان في زمانه رجل فيلسوف من البراهمة فاضل حكيم يعرف بفضله و يرجع في الأمور إلى قوله يقال له      بيدبا . فلما رأى الملك و ما هو عليه من الظلم للرعية ، فكر في وجه الحيلة في صرفه عما هو عليه .

 

 

فجمع لذلك تلامذته و قال :

 

 

"أتعلمون ما أريد أن أشاوركم فيه ؟  أعلموا أني أطلت الفكرة في الملك دبشليم ، و ما هو عليه من الخروج عن العدل و لزوم الشر

 

 

 و رداءة السيرة و سوء العشرة مع الرعية . و نحن ما نروض أنفسنا لمثل هذه الأمور إذا ظهرت من الملوك إلا لنردهم لفعل الخير و لزوم العدل.           و متى أغفلنا ذلك و أهملناه لزمنا من وقوع المكروه بنا   و  بلوغ  المحذورات إلينا ،و لا يسعنا في حكمتنا إبقائه على ما هو عليه من سوء السيرة و قبح الطريقة ، و لا يمكننا مجاهدته بغير ألسنتنا و لو ذهبنا إلى أن نستعين بغيرنا لم تتهيأ لنا معاندته .و إن أحس منا بمخالفته و إنكارنا سوء سيرته كان في ذلك بوارنا .

 

 

 و قد تعلمون  أن مجاورة السبع و الكلب و الحية و الثور على طيب الوطن ، و نضارة العيش غدر بالنفس ،

 

 

و إن الفيلسوف لحقيق أن تكون همته مصروفة إلى ما يحصن به نفسه من نوازل المكروه ، و لواحق المحذور ، و يدفع المخوف لاستجلاب المحبوب .

 

 

فليشر كل واحد منكم بما يخطر له من الرأي .

 

 

قالوا جميعا

 

 

أيها الفيلسوف الفاضل ، و الحكيم العادل ، أنت المقدم فينا ، والفاضل علينا ، و ما عسى أن يكون مبلغ رأينا عند رأيك .

 

 

غير أننا نعلم أن السباحة في الماء مع التمساح تغرير ، و الذنب فيه لمن دخل عليه في موضعه .

 

 

و الذي يستخرج السم من ناب الحية فيبتلعه ليجربه على نفسه فليس الذنب للحية . و من دخل على الأسد في غابته لم يأمن وثبته.

 

 

و هذا الملك لم تفزعه النوائب و لم تؤدبه التجارب ، و لسنا نأمن عليك من سورته و مبادرته بسوء إذا لقيته بغير ما يحب .

 

 

فقال الحكيم بيدبا

 

 

لعمري ، لقد قلتم فأحسنتم ، لكن ذا الرأي الحازم لا يدع أن يشاور من هو دونه أو فوقه في المنزلة ، و الرأي الفرد لا يكتفى به في الخاصة ، و لا ينتفع به في العامة .

 

 

و قد صحت عزيمتي على لقاء دبشليم . و قد سمعت مقالتكم و تبين لي نصيحتكم و الإشفاق علي و عليكم . غير أنني قد رأيت رأيا ،

 

 

و عزمت عزما ، و ستعرفون حديثي عند الملك و مجاوبتي إياه .

 

 

فإذا اتصل بكم خروجي من عنده فاجتمعوا إلي .

 

 

و صرفهم و هم يدعون له بالسلامة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commentaires